أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الخميس 30 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 27 أكتوبر 2011 15:29

- شرح الأصول الثّلاثة (4) تفسير سورة العصر وأدلّة المسائل الأربع

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

  • · قوله رحمه الله: ( والدّليلُ ): أي: على هذه المسائل الأربع ( قولُه تعالى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ): وإنّما ذكر البسملة استحبابا؛ لأنّه ذكر السّورة كاملةً؛ روى البخاري عن أنسٍ رضي الله عنه قال:

بَيْنَا رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رسولَ اللهِ ؟ قال: (( أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ )) فَقَرَأَ: بسمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.

بخلاف ما لو استدلّ بآية أو جزء من آية، فليس من السنّة ذكر البسملة. وكذلك الاستعاذة، لم يكُن من هدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإتيان بها إلاّ في مقام التّلاوة.

وأبعَد عن السنّة من يأتي بالاستعاذة قائلا: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم ! فهذا زيادةً على أنّه مخالف للسنّة، فإنّ فيه نسبة التعوّذ إلى الله من الشّيطان !

وقد بيّن عدم مشروعيّة ذلك بما لا مزيد عليه الإمام السّيوطي رحمه الله في " القذاذة في تحقيق محلّ الاستعاذة "، وهي ضمن كتاب "الحاوي للفتاوي".

  • · ( وَالْعَصْرِ ) فبدأ الله السّورة بالقسم لتوكيد مضمون كلامه سبحانه. وأقسم بالعصرِ، وهو ظرف ووعاء لكلّ الأقوال والأفعال والأحوال الّتي تصدر من جميع الخلق، وهو زمن تحصيل الأرباح، اغتنمه من اغتنم، وغُبن فيه من غُبن.

وتفسير العصر بالزّمن هو قول جمهور المفسّرين، خلافا لمن فسّره بأنّه الوقت قبل المغرب.

  • · ( إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ): أي: جنس الإنسان، فالإنسان من حيث هو إنسان خاسرٌ، إلاّ من رحم الله فهداه ووفّقه.

والخُسر ضدّ الفلاح والنّجاة. ونلحظ هنا أمرين اثنين:

1- أنّه تعالى أقسم بزمان أفعال الإنسان ومحلّها على عاقبة تلك الأفعال وجزائها، فالمقسم عليه مناسب تماما للمُقسَم به، وهذا كثير في القرآن.

2- وأنّه تبارك وتعالى أكّد هذا الحكم بمؤكّدات أربع:

أ) بالقسم، ولله سبحانه حقّ القسم بما شاء تنويهاً بتعظيمه. ب) حرف التّوكيد إنّ. ج) اللاّم. د) قوله:{لَفِي خُسْرٍ} ولم يقل: خاسر.

  • · ( إِلاَّ ) فاستثنَى من جنس الإنسان صنفاً من النّاس، فقال:
  • · ( الَّذِينَ آمَنُوا ): وهذا دليل على المسألة الأولى؛ إذ يلزم من الإيمان العلم، فلا يمكن أن يحصّل المرء الإيمانَ الجازم بلا علم.

وحذف المتعلّق ليدلّ على العموم، فهم يؤمنون بكلّ ما أمر الإيمان به.

  • · ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ): وهو ما أشار إليه رحمه الله بالمسألة الثّانية: العمل. والعمل الصّالح ما كان خالصا صوابا، وما من عمل وإن دقّ إلاّ نُشِر له ديوانان: لِمَ عملت ؟ وكيف عملت ؟
  • · ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ): والتوّاصِي بالحقّ هو قدر زائد على مجرّد العمل به، وهو داخل في العمل الصّالح، ولكنّه تعالى خصّه بالذّكر تنبيها على فضله وضرورته.

ونظيره قوله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، مع أنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من الدّعوة إلى الخير.

ويدخل في الحقّ: الحقّ الواجب، والحقّ المستحبّ.

  • · ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ): فإنّ المؤمن ضعيف بنفسه، قويّ يإخوانه. وليست الدّعوة بحاجة إلى شيء حاجَتَها إلى العلم بالحقّ، والصّبر عليه، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدًا مِنْ عَطَاءٍ أَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ )) [رواه أبو داود].
  • · قوله رحمه الله: ( قالَ الشّافعيُّ رحمه الله تعالى: لوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هٰذه السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ )

وقوله: ( رحمه الله ) فيه أدب رفيع، وقيام بحقّ أهل العلم، بأن يدعُو الطّالب لهم بالرّحمة. وهي دعاء، وليست خبرا، ومن أخطاء النّاس قولهم عن الميّت: المرحوم، أو المغفور له؛ لأنّ في ذلك جزما له بالرّحمة، وليس ذلك إلاّ الله.

وكلمة الإمام الشّافعيّ رحمه الله في سورة العصر اشتهرت لدى أهل العلم، وأثنَوا عليها، وإنّما ساقها المصنّف رحمه الله لبيان عظمة هذه السّورة، وقوّة ما استدلّ به على المسائل الأربع.

وقد عرف السّلف لهذه السّورة وزنها، حيث روى الطّبراني في "الأوسط" والبيهقي في "الشّعب" بسند حسن عن أبي مدينة الدّارمي رضي الله عنه قال: كان الرّجلان من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا حتّى يقرأ أحدُهما على الآخر:{وَالعَصْرِ إَنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍثمّ يسلّم أحدهما على الآخر" ["الصّحيحة" (2648)].

  • · قوله رحمه الله: ( وقال البخاريّ رحمه الله تعالى: بابٌ العلمُ قبلَ القولِ والعملِ، والدليلُ قولُه تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد:19]. فبدأَ بالعلمِ [قبلَ القولِ والعملِ] ).

وكلمة البخاريّ رحمه الله قد سبقه إليها سفيان بن عيينة رحمه الله، فقد روى أبو نعيم في "الحلية" في ترجمته أنّه تلاها فقال: ألم تسمع أنّه بدأ به فقال:{اِعْلَمْ} ثمّ أمره بالعمل ؟

وكلّ ذلك - كما قال الحافظ رحمه الله - حتّى لا يسبق إلى الذّهن من قولهم:" إنّ العلم لا ينفع إلاّ بالعمل " تهوينُ أمرِ العلم والتّساهل في طلبه.

وقد بيّنّا أنّ قول المصنّف " قبل القول والعمل " ليست في البخاري.

***

قال رحمه الله:

اعلمْ - رحمك الله -: أنَّهُ يجبُ على كلِّ مسلم ومسلمة تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل والعملُ بهنَّ:

الأولى: أنَّ اللهَ خَلَقنا ورَزَقَنا ولم يتركْنا هملاً؛ بل أرسلَ إلينا رسولاً فمنْ أطاعَهُ دخلَ الجنَّةَ ومنْ عصاهُ دخلَ النّارَ. والدليلُ قولُهُ تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} [المزمل:15-16].

الثّانية: أنَّ اللهَ لا يرضى أن يُشْرك معهُ أحدٌ في عبادتِه لا مَلَكٌ مُقَرَّب ولا نبيٌّ مُرْسَل، والدّليلُ قولُهُ تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18].

الثّالثة: أنَّ مَنْ أطاعَ الرسولَ ووحَّدَ اللهَ لا يجوزُ لهُ مُوالاةُ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولو كان أقْرَبَ قريبٍ. والدّليلُ قوله تَعَالىٰ: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22].

الشّرح:

هذا شروع في المقدّمة الثّانية بين يدي الأصول الثّلاثة، وهو وجوب تعلّم مسائل ثلاثٍ.

وافتتحها بما افتتح به المقدّمةَ الأولى، من التّنبيه على أهمّية ما يذكر بقوله ( اعلم )، وبالدّعاء للمتعلّم بقوله: ( رحمك الله ).

  • · قوله رحمه الله: ( على كلّ مسلم ومسلمة )، ليدلّ على أنّ معرفة هذه المسائل واجبٌ وجوبا عينيّا كذلك، وعطف المسلمة على المسلم للتّوكيد، وإلاّ فإنّه لو لم يذكر المسلمة لدخلت فيه، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ )) [رواه أبو داود والتّرمذي وأحمد].

ووجه التّوكيد في ذكر المسلمة أمران:

الأوّل: حرص أغلب النّاس على تعليم العقائد الذّكور دون النّساء.

الثاني: أنّ العقيدة الصّحيحة لا بدّ أن تُلقّن للصّغار كما تلقّن الحروف، وليس هناك من هو أقرب إلى الطّفل من والدته، فيمكنها أن تغرس أصول التّوحيد في قلب الصّغير منذ نعومة أظفاره. كما أنّها يمكنها أن تزلزل عقيدته وتخدش إيمانه.وكم من الخرافات والشّركيّات إنّما علِقت في الأذهان من تلقين النّساء لجهلهنّ.

وقد أجمع أهل الاختصاص بعلم التّربية والاجتماع أنّ نسبة 90 % من التّربية تتمّ في السّنوات الخمس الأولى. وهي السّنوات الّتي تتكوّن فيها شخصيّة الولد.

ولمّا أدرك الأعداء أهمّية ترسيخ العقائد في قلوب الصّغار حرصوا أشدّ الحرص على تعليم المرأة لأنّها أوّل وأقرب جليس لهم.

  • · قوله رحمه الله: ( تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل ): وفي نسخة:" هذه المسائل الثّلاث "، وهي أصحّ. وملخّص هذه المسائل:

الأولى: ربوبيّة الله تعالى، والثّانية: ألوهيّة الله عزّ وجلّ، والثّالثة: الولاء والبراء.

وتتمّة ما جاء في الرّسالة نأتي على شرحه لاحقا إن شاء الله.

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.